المشاركات

أكامانتو

صورة
 كتبت: ندى محسن.   دخل الحمام قبلها واختبأ في مكان ما. تدخل الضحية إلى الحمام منهكة من كثرة اللعب مع زميلاتها في المدرسة، لقد كان يومًا رائعًا بكل المقاييس, و لكن ما هذا؟ هناك صوت معها في دورة المياه.... ماذا يقول؟ أنصتت أكثر لتسمع قوله: هل تريدين الورق الأحمر أم الورق الأزرق؟ صدمت الفتاة و لم تدر بماذا تجيب! في واقع الأمر لا يعنينا كثيرًا بماذا سوف تجيب، ولن يتغير شيئًا مع إجابتاها؛ فعند سماعك هذا الصوت في دورة المياه فأعلم أن الموت آت لا محالة.   فلو اختارت الورق الأحمر لأصبح مصيرها إما أن يسلخها حية، و يغطي جسدها بما يشبه الثوب الأحمر ولكن من دمائها، وتظل تنزف حتى الموت. أو أن يقوم بذبحها وترك الدماء تنفجر منها لتغطي جسدها كله مشكلة شكل الثوب الأحمر.   أما في حالة اختيارها للون الأزرق فسيقوم بإمساكها من رقبتها وخنقها حتي تختنق تمامًا، ويصبح وجهها مصبوغًا باللون الأزرق، أو أن يقوم بقطع يديها وأقدامها وتركها، حتى يتحول لون جسدها إلى الأزرق من كثرة النزيف. تلك هي قصة الـ aka manto ، من أشهر الأساطير اليابانية. الحوادث من هذا النوع بدأت في الظهور في اليابان منذ عام 1935 في

أفاتار

صورة
(أفاتار) رائعة المخرج (جيمس كاميرون) التي تكبد إنتاجها أكثر من 200 مليون دولار، فحصدت بعد 10 أسابيع من عرضها نحو 2 مليار دولار. أصل العنوان يعود إلى الفلسفة الهندوسية، و يشير إلى تجسد كائن علوي [ديفا] أو الإله الأعلى على كوكب الأرض، وتوسع استعماله فيما بعد؛ ليعبر عن كل فكرة أو روح تأخذ صورة مجسدة. قد تتعجب عندما تعلم أن (كاميرون) كتب فكرة الفيلم 1994، أي قبيل عمله على فيلم [تيتانيك]، ما كبحه هو عدم رضاه عن تكنولوجيا التصوير آنذاك، والتي ارتأى أنها لن تكفي لتنفيذ فكرته. وانتظر حتى عام 2005 حتى بدأ الجد، ليستغرق الإعداد للفيلم نحو أربع سنوات، انتهت بعرضه عام 2009. يجسد العمل نظرة من الأعلى لواقع الحضارة الغربية، ونزعاتها الاستعمارية التي لا تتورع عن نهب الشعوب. يتحدث الفيلم عن كوكب بعيد يسمى [باندورا]، تحيا عليه كائنات مسالمة زرقاء اللون تسمى [نافيي]، يكتشف البشر وجود معدن نفيس تحت ثَرَى الكوكب. فيرسلوا الأفاتار (جاك سولى)، وهو جندي قعيد يخوض مشروع علمي فريد، يُمكِّنه المشروع من التجسد افتراضيًا في صورة مطابقة لهيئة الباندوريين. يتسلل (سولى) لجمع المعلومات خلف خطوط العدو، ف

(بو).. جنون العبقرية.. وعبقرية الجنون..

صورة
كان (بو) عبقريًا، وكان يقول: "ما يدعوه الناس بالعبقرية ليس إلا مرضًا عقليًا ناتجًا عن تطور لا طبيعي، أي تطور مسرف لإحدى ملكاتنا أو مواهبنا." ويقول الشاعر الفرنسي (بودلير) عنه وكان متعصبا له بشدة (ويمكنك أن تلاحظ هذا التأثر بوضوح في ديوان أزهار الشر مثلًا): "لقد اجتاز هذا الرجل قمم الفن الوعرة... وهوى في حفر الفكر الإنساني، واكتشف – في حياة أشبه بعاصفة لا تهدأ – طرقًا وأشكالًا مجهولة يدهش بها الخيال ويروي العقول الظامئة إلى الجمال، هذا العبقري مات عام 1849 فوق مقعد في الشارع.. وكان عمره يدنو من الأربعين عامًا". تأمل رأيه وهو يناقش (ديكنز) شخصيًا لتعرف فلسفة هذا الأديب الفذ: ألمح (تشارلز ديكنز) في مذكرة موضوعة أمامي الآن إلى أسلوب نقدي مارسته مرة على آلية (بارنابي رودج) قائلًا: "بالمناسبة، هل تعرف أن (جودوين) قد كتب [كاليب ويلياخر] فيما مضى؟ لقد أقحم بطله أولًا في شبكة معقدة من الصعوبات؛ ليكوّن الجزء الثاني، بعد ذلك، لخدمة الجزء الأول راح يلقي الضوء على ما فعله مسبقًا!" لا أعتقد أن هذا هو على وجه الدقة المنهج المتبع عند (جودوين) –وبالواقع، إ